عشوائية

أتساءل: ما الذي تفعله امرأة تشعر انها بالصدفة، بالصدفة المحضة، بقيت على قيد الحياة؟ كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها، كل السنين والشهور والأيام واللحظات الحلوة والمُرّة التي عاشتها، فضلَة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا؟"


د. رضوى عاشور

Wednesday, November 29, 2006

حاولت

ظننت أنى أستطيع معك صبراً
حاولت يا صغيرة .. حاولت أكثر من مرة
جربت شتى الطرق و الوسائل .. أن أخبرك بخطأك
جربت التورية .. جربت الأمثلة
أخبرتك مباشرة .. طلبت منكِ أن تضعى نفسك مكانى .. أن تشعرى بشعورى
عساك تقدرين
و ترجعين عن خطأك
حاولت بالقدوة والمَثل
أن أقلل من أخطائى أنا .. عساك تتْبعين
ولما كنت أجد لا مناص من خطأ .. كنت اعتذر عنه بشدة .. و أوضح أسباباً
و اعوضك عنه بأشياء أخرى ..
بفسحة من الوقت اكون فيها مبتسمة ضاحكة
لا عابسة ساخطة
آخذك لأماكن بعيدة .. تبعدك عن ألم أو هم مقيم .. و لو لبرهة من الزمن
أهديك زهوراً من مشاعر دفء الصحبة .. لأنزع أشواكاً يتركها برد الوحدة
تعرفين كيف كنتِ لى .. إبنة .. أود لو أجد لها فارساً يحمل لها السعادة ليضعها تحت قدميك
تعرفين كم كرهت من يغضبك .. و حاولت تعليمك أن إنزعى حقك من مخالب سارقيه
لا تكونى ضعيفة .. لا تكونى حملاً فى وسط ذئاب لا تفهم
و حاولت
حاولت ان أشعرك كم أنت مهمة عندى .. كم أنت عزيزة على
عسى من خجلٍ يمنعك من تصرفات حمقاء
تشعرنى بلا أهميتى عندك
و حاولت
و لسنين إنتظرت .. أن تكبر الصغيرة .. فتكف عن حماقات الأطفال
و تكف عن بلاهات الأطفال .. التى قد نسامحهم عليها .. لأنهم أطفال
و إنتظرت
و لكنك لم تعودى طفلة بعد
كبرتى .. جداً
كبر علمك و جسدك .. كبرت حتى مشاكلك معك
و كبر ألمك
و حاولت أن أحمله معك
و ليتنى إستطعت أن أحمله عنك
و لكنى وجدت أن الشىء الوحيد الذى لم يكبر
هو عقلك
و حاولت
حاولت ان اخبرك ان لا فائدة لعلم و لا لعمل و لا لمشاعر .. بغير عقل
و أن لا فائدة من كلام جميل لا يزيده حسناً فعل جميل
وحاولت
وقلت فصبر جميل
ولكنك .. يا صغيرة
لم تتركى لى أى محاولات أخيرة
و لا شعرت منك بإكتراث لمحاولاتى .. رميت بى و بها عرض الحائط
و كأنى احارب طواحين أهوائك
تهوين البكاء .. تهوين الضياع
رغم انى حاولت أن احملك على الإبتسام .. و أمّنت لك مستقرٍّ يحميك من ضياع
و انتِ مصرة
مثابرة على إهمال كل المحاولات و التحذيرات من ضياع البسمة و المستقر
و ثابرتِ على فقد ما تملكين .. بصبرٍ و إنقطاع
فهنيئاً لكِ .. يا صغيرة
فقدتِ ما حاولت يوماً أن أجعله لكِ
فقدتِ صبرى و أزرى إن كنت يوماً لك من أزر
فقدتِ يداً حاولَت دوماً ان تمتد لك .. بزهرة و بسمة و سند
فقدتِ دأبى على المحاولة
و فقدت أنا كل ما لدى من وسائل لأخبرك بخطأك
لم يعد بإمكانى أن أخدع نفسى بأنى لديك مهمة
ولم يعد عندى من همّة أضيعها عليكِ
و آخر ما كان لدى أن أخبركِ به
الإصرار على الخطأ خطيئة
و السكوت عنه خطيئة
و انا كلى خطايا .. ولم يعد لى من شفيع لخطيئة أخرى
فاسمحى لى أن أُحَل من خطيئة .. لا يد لى فيها
و تحملى .. أن تحمل خطيئتك يدك ... وحدها
فأنت سعيتِ و ثابرتِ فى إثرها
فاحمليها وحدكِ
لم يعد بى قدرة على حمل مزيد من خطايا الآخرين
يكفينى ما لدى
و ليغفر لى الله .. نفاذ صبرى عليكِ
و اعلمى .. إن كان لنا يوماً ما من عودة
لن ترينى بيدين متسامحتين .. و عينين دامعتين فَرحة .. وسأحمل إبتسامة زيف
لن أكون حقيقية معكِ .. أبداً .. إن عدنا يوماً
إن
حقيقتى برهة من زمن .. إن ضاعت .. ضاعت للأبد
و برغمى .. يا صغيرة .. أدعو لكِ .. أن تصيرى .. يوماً ... كبيرة عقلاً .. حتى يستطيع معك - آخرون - صبراً
سلاماً يا صغيرة .. سلاماً
*********************************************
  • ليست محاولة منى لكتابة شعر او كلام منظوم .. هى رسالة لصديقة كانت .. كلام دار بينى وبينها حولته للفصحى بدلاً من العامية .. لذا لزم التنويه

Monday, November 27, 2006

أيــــام

  • الخميس 23 نوفمبر 2006

ذهبت لمشاهدة فيلم سنترال لمحمد حماد مع الصديقات .. بغض النظر عن الندوة التى تبعت الفيلم و التى أفسدت كل الأشياء .. الفيلم مختلف بشدة عن العادى .. لغة حواره صادمة حقاً .. صادمة من شدة واقعيتها .. و المشكلة التى كان لابد للمتحذلقين مناقشتها بعد الفيلم ليست لغة الحوار الواقعية بشدة .. ولكن الأسباب التى جعلت منها واقعية .. فما صوره حماد هو نتيجة فقط .. واقع صار مفروضاً علينا لكثير من الأسباب .. م الآخر خنقونى موت الناس اللى سابت الراس و مسكت الرجلين وقعدوا يهرتلوا فى كلام كده كان زى فشخرة كدابة .. بس الفيلم معبر "بشدة" .. برافو حماد

  • الجمعة 24 نوفمبر 2006

حالة من اللاشىء ... يعنى صحيح ورايا حاجات كتير و ممكن أشغل نفسى فى مليون حاجة .. بس برضه لا شىء .. ما عملتش حاجة تذكر .. و ياصباح تضييع الوقت فى الهجايص

  • السبت 25 نوفمبر 2006
  • نزلت ألِف مع صاحباتى على المحلات بغرض إننا نلاقى حاجة عليها القيمة تُشترى .. الهدوم حاجة أغرب من الخيال .. و الأحذية شىء محال .. هاف بوت فى منتهى اللاإبداع بــ 490 جنية؟!! ياخراب البيوت .. وبوت فى منتهى العادى بــ 600 جنية؟!! و اللى يغيظ إن ده فى محل عاااادى جداً فى عباس العقاد .. محل كان تلاتة انفار بس يعرفوا مكانه أول ما فتح ... لا حول ولا قوة إلا بالله ...

  • مشيت يومها فى الشارع اللى ورا بيتنا إللى كان .. كنا زمان وإحنا راجعين من كل خروجاتنا تقريباً بنمشى من الشارع ده .. وكانت تجيلنا حالة غريبة من الضحك دايماً أول ما ندخل الشارع ده .. كنت ماشية لوحدى فمافيش مجال للضحك .. و الشارع كمان إتغير أوى .. أربع كافيهات جداد .. أربع خمس عمارات عاليين طلعوا .. غطوا على البيوت إللى كنا نعرف ناس فيها ... و محلات جديدة .. غيروا ملامح الشارع .. حاولت أتمسك بالحاجات القديمة .. هنا بيت جدتى .. شكلها وهى قاعدة فى ركن البلكونة ووراها شجرة اللبلاب على الشبك البغدادلى .. وقدام بيتها بيت "فلان" إللى كان عامل زى أحمد رمزى فى شقاوته .. إللى كان بيلم أصحابه و يشغلوا ستريو عالى جداً و يقعدوا يرقصوا بريك دانس و روبوت فى الشارع وانا وبنات خالتى نتفرج عليهم من البلكونة و نبقى هنموت ونعمل زيهم .. و هنا بيت زميلة ثانوى .. وهنا بيت الناس الكويسين إللى كانوا اصحابنا زمان .. أهل العز اللى جار عليهم - يمكن - الزمن .. و هناك فى آخر الشارع بيت "إبن الجيران" .. إللى كان بيعاكسنى كل ما يشوفنى فى الشارع وكنا نضحك انا وصاحباتى عليه .. وعديت على المكتبة اللى كنا بنجيب منها كل حاجة المدرسة .. بس مالقيتش فيها الولد البياع اللى كنا بنتريق معاه على أصحاب المكتبة المجانين وكان طيب موت يقعد يسمعنا ويضحك .. و كانت جولة سريعة مع ذكريات مش باقى منها غير انا وصاحبتى اللى رحتلها بعد كده

  • الحلو فى اليوم كان الصحبة الحلوة .. شفت أصحابى إللى منهم واحدة مسافرة كمان عشر أيام .. شفت صاحبتى إللى ماشفتهاش من رمضان .. فى وسط اليوم كلمتنى عرفت انها بالبيت رحت معدية عليها .. قعدت آكل معاها هى و العيلة .. ماقلناش كلام كتير ولا حكايات كتير لأنى كان لازم امشى على طول عشان الوقت .. بس تبادلنا حاجة أهم من الكلام .. تبادلنا الوجود .. والمودة .. و الوصل .. لأنه بيننا مختلف عن بقية الصحاب .. بيننا عشرة سنين طويلة و حكايات أكتر من انى افتكرها او احكيها كلها .. بس اكيد هحكى شوية منها فى يوم .. و لأننا عشرة قديمة اوى .. نظراتنا لبعضنا بتحكيلنا أكتر من الكلام بكتير .. صديقتى العزيزة .. أعز صديقاتى .. وحشتينى جداً

  • على آخر اليوم .. جاتلى مكالمة .. من حد مهم .. مهم جداً .. إنه هيحضر حفلة تخرجى ... طيب، حد يعرف لما فجأة الشمس تطلع من ورا الغيم .. الدنيا بيبقى شكلها ايه؟ لما تلاقى نفسك مِسامح كل الناس ومسامح نفسك ومسامح الدنيا كلها .. لما تلاقى فيه أغنية صوتها بيعلى شوية شوية فى عقلك و كأنها مؤثرات صوتية دولبى ديجيتال فتبقى مالية عقلك وودانك تماماً ومش سامع غيرها .. وكمان تلاقى نفسك عاوز ترقص وتتنطط على الأغنية دى .. لما تلاقى نفسك مش متضايق خالص وانت شايل شنط تقيلة جداً وعمال تنزل وتطلع من الميكروباص عشان الناس تنزل لأنك قاعد على القلاّب .. وماتبقاش كاره القلاّب نفسه رغم انه ملخلخ ومش موزون وفى كل ملف تبقى هتندلق على بوزك او على جنبك .. ورغم ده كله لسه عاوز ترقص على الأغنية اللى شغالة فى عقلك .. حد يعرف الشعور بالخفة لدرجة تحس معاها إنك هتطير من على الأرض؟ أهو ده .... كان أنا

  • الأحد 26 نوفمبر 2006

أخدت النهاردة أجازة من شغلى عشان حفلة تخرجى .. طبعاً مانا لازم أجْهز .. رغم إن ماحدش هيميزنى فى وسط بقية زمايلى .. بس انا هميز نفسى .. يبقى لازم احس إنى مميزة .. جهزت احلى لبس موجود عندى .. و بدأت أحط ماكياجى إللى كنت نسيته .. بحب أحط ميك آب و شاطرة فى حطّه .. بس مابقتش أحطه بشكل متكرر حيث مافيش نفس للدلع ده .. وخلاص بلبس .. جاتلى مكالمة تليفون .. من حد مهم .. مهم جداً .. إنه وقع ورجله إتشرخت .. و أغلظ الأيمان إنى "مازعلش" و إنى "حقى عليه" و إنه "غصب عنه والله" ... وانا مصدقة من غير حلفان أصلاً .. ماعندوش مبرر للكذب أساساً .. بس لقيتنى سِكتّ ..... سِكتّ تماماً .... و الأغنية اللى فى راسى كمان سكتت ... و كل الحاجات سكتت ... و فرحتى كمان معاهم .. سكتت .. و أنا أعنى كلمة "سكتت" حرفياً .. يعنى ما كنتش زعلانة .. زعلانة عشانه طبعاً .. بس مش منه .. بس كمان مش فرحانة .. و مش أى حاجة تانية .. حالة من اللامشاعر .. رحت وأنا لا مشاعر .. قابلت زمايلى وضحكت معاهم و أنا لا مشاعر ... إستلمت شهادتى و إتصورت مع دفعتى و مع أمى و أنا لا مشاعر .. روحت و إتعشيت ودخلت أنام وأنا لا مشاعر .. و صحيت النهاردة نزلت رحت الشغل و أنا لا مشاعر .. بجد حاجة غريبة جداً .. ولا أى شعور من أى نوع ...... سكوت تام ........... صمت مطبق .............................. الله!! تكونش إتنشلت منى مشاعرى و ما أخدتش بالى؟!! مش بعيد .. بس أنا مش مسامحة الحرامى

و كفاية كده

Thursday, November 23, 2006

أنا ......... الجــوزاء

من يومين كنت هموت من الألم .. كأن أنفاسى خناجر بتطعن فى روحى .. لا أقدر ماتنفسش ولا قادرة أستحمل الألم .. ده كان الصبح .. وبدون سبب .. و آخر النهار .. كنت فوق السحاب .. ماشية كأنى طايرة .. ورجليا مش لامسة الأرض ... من السعادة ... جوايا فرحة .. نفسها تطلع صرخة .. لولا وجود الناس .. لولا شوية عقل .. كنت مشيت اتنطط فى الشارع زى العيال الصغيرين .. كنت لفيت زى الدراويش لحد ما أحس إنى سبب دوران الأرض نفسها
و ده حالى على طول .. و أسأل نفسى أنا ليه كده؟
يوم تبقى النجوم قريبة وبتلمع ... ويوم بعيدة و مستخبية ورا السحاب ... يوم أشوف الدنيا بالألوان .. و كأن الربيع جه فجأة .. وأنا شجرة ورد أحمر و كل وردى مفَتح .. و يوم تبقى لونها رمادى زى خريف أكتوبر .. و ألاقينى شجرة أوراقها بتقع مع أقل نسمة هوا أوقات أبقى البحر فى سبتمبر .. وفى ثوانى أبقى البحر فى يناير .. و احيانا أبقى الشطْ ... و اوقات أبقى مركب .. و ساعات أبقى صحرا .. وساعات أبقى واحة .. جوايا صيف و شتا .. ييجوا ورا بعض من غير تمهيد .. لِعب الصيف يحلى تحت المطر .. و وقار الشتا ييجى فى لمة صحاب فى وسط الكلام عشان يوزنه .. لما أفرح أبقى زى عيلة صغيرة فرحانة بهدوم العيد .. و اما أحزن أبقى زى ليل مافيهوش نجوم .. ساعات أبقى فى حنية الأمهات .. وساعات أبقى فى قسوة السكين .. و أبقى قطة .. ألاعب و أسلى و أضَحك وأخربش و أعض ... و أبقى عصفورة مكسورة الجناح ... و أبقى نسر جارح ما يهاب إرتفاع و لا صياد يقدر عليه .. أبقى نار تحرق ماتبقى .. أو تدفى .. وميّه تروى .. أو تغرّق .. كله على حسب الحالة .. و الشخص .. وأنا وحظى بقى .. و أحاول عقلى يغلب على الحالة .. عشان ماتبقاش ترللى خالص .. ولا اتجننش بالأوى على حد .. بس جوايا أوى ببقى هطق .. عاوزة أخرج اللى حاسه بيه .. أى كان .. ولما ابص لحالى كده مش على حالى وقت طويل أبداً ..حاجة تفرحنى فى يوم .. وفى يوم تانى تبقى عادى .. أو حاجة تحصل تخلى كل اللى حواليا منتظرين ثورة غضب منى .. ويتفاجئوا إنى فى منتهى الهدوء بحل الموضوع .. أو كلمة صغيرة تتقال .. او ما تتقالش .. تبكينى ساعات .. وبعدين يا نفسى .. و بعدين معاكى .. مش تخليكى كده عاقلة .. و أفتكر الأغنية العبقرية إللى بتوصف أحوالى :
ساعات ساعات .. أحب عمرى و أعشق الحاجات .. ساعات ساعات .. أضحك وألعب زى عصفورة ربيع .. زى النسيم .. زى النسيم ما يعدى وفى لحظة يضيع .. أضيع .. أفرح اوى .. وأضحك أوى .. واحب عمرى وأعشق اليوم إللى فات .. وساعات ساعات .. أحس قد إيه وحيدة وقد إيه الكلمة فى لسانى ماهيش جديدة .. وقد إيه مانيش سعيدة .. وان النجوم .. النجوم .. بعيدة .. وتقيلة خطوة الزمن .. تقيلة دقة الساعات .. ساعات .. وغريبة .. نفس اللى بيفرحنى ما يفرحنى .. نفس اللى بيريحنى ما يريحنى .. واحس إنى عمرى فات .. من غير ماحب عمرى و أعشق الحاجات .. كده ساعات .. وكده ساعات
و أقول معلش يا أنا .. على الأقل مش لوحدى .. و يارب يفضل عقلى غالبنى كده على طول .. أو على الأقل لحد حاجة من إتنين .. يا تبقى كل الناس جوزاء .. يا إما كل الناس تسيب الناس فى حالها .. يااااه شكلى هستنى كتير .. خلاص خليك يا عقلى غالبنى

Tuesday, November 21, 2006

لا جديد

يملأنى شعور غريب اليوم منذ الصباح .. أشعر بألم فى أنحاء جسدى .. تحت جلدى وفى عظامى .. يعتصر قلبى .. يغص حلقى ... يدفع الدموع دفعاً إلى عينى .. لا أتنفس جيداً .. أشعر و كأن هناك حجراً ثقيلاً يرقد فى معدتى و يجثم على أنفاسى .. أود لو أبكى .. و أصرخ .. أود لو أرجع لحجرتى .. أغلق بابى علىّ .. أراجع كتبى و صورى و أشيائى ... لأشعر بالأمان .. نعم .. هذا هو الوصف الدقيق .. شعورى اليوم مثل ذلك الشعور الذى ينتاب المرء عند رؤيته لشخص عزيز عليه .. يبتعد .. يسافر .. و لكنى لم أودع أحداً اليوم .. لم أرقب شخصاً عزيزاً يبتعد ... ولكن مهلاً .. هناك من أرقبه يبتعد كل يوم .... أحلامى .. و لكن ما الجديد اليوم لأشعر بهذا الألم ... فأنا أرقبها يومياً تغيب رويداً رويداً .. تارة بإختيارى و تارة بإختيارها .. و تارة برغمنا .. إذا ما الجديد اليوم لكل هذا الألم يا نفسى؟

Monday, November 13, 2006

أفكـــــــــار

  • فكرة من يومين ....... وقفت أتأمل فى المرآة تلك الشعيرات البيضاء التى غزت جزءاً محترماً من الجانب الأيمن من رأسى ... و تذكرت أول شعرة بيضاء نبتت فجأة حين كنت ما أزال فى "الإعدادية" وشعرت وقتها بالفخر لأنى أحسست انها دليل على نمو عقلى بشكل أو بآخر "خلّى شعرى طقطق" ... يعنى .. شعور بالوقار المبكر فى سن الطفولة فى الوقت اللى كنت بتمنى فيه أحقق فكرة إنى كبرت ... و تذكرت أيضاً أنه كانت هناك فتاة بالجامعة كانت على قدر كبير من الجمال .. وكانت لها خصلة من الشعرالأبيض كانت تفرقها فى مقدمة رأسها كغرّة .. وكنت كلما رأيتها أخبر أصدقائى أن شكل تلك الخصلة يعجبنى بشدة لدرجة أنى أفكر فى "تشقير" خصلة من شعرى حتى اللون الأبيض ... فانتبهت ساعتها أنى حصلت أخيراً على تلك الخصلة طبيعياً دون تشقير ولا دياولو .. و لكنى مازلت أبحث وراء مسببات ذلك الغزو الأبيض على شعرى ما بين شيب مبكر وراثى إلى التأثر بتلوين الشعر كل فترة لزوم "النيو لوك تبعى" إلى ... نمو عقلى بشكل أو بآخر "خلّى شعرى يطقطق" ..

  • فكرة من أسبوع فات ........ هى مجرد مجاملة رقيقة لا أكثر ولا أقل .. شكل من ممارسة التواصل الإجتماعى بذكاء مع الآخر لسبب أو لآخر .. وأنا أعلم ذلك جيداً .. إذاً لماذ بعدها صرت أخف وزناً .. أكثر إنشراحاً وإستبشاراً .. وصار الطريق الذى يستغرق عشرون دقيقة من المشى و كأنه إستغرق دقيقة أو إثنتين على الأكثر .. ولماذا يغلبنى الإبتسام ويظهر على سطح وجهى كلما حاولت التجهم لزوم المشى فى الشارع .. ولماذا ُأطرق أرضاً لكى لا يرى السائرون تلك الإبتسامة فيظن كل مريض نفسٍ الظنون بدلاً من الإطراق أرضاً قرفاً وهرباً من رؤية الوجوه الغابرة الكريهة اليومية؟؟؟؟ حقاً إن أمرى لغريب

  • اليوم ................ لاأحب السير وحيدة عادة ولكنى وجدت أن هناك بعض الأماكن والشوارع التى لا أشعر فيها بالوحدة .. ليست لدى فكرة محددة عن عدم شعورى بالوحدة فى تلك الأماكن بالذات ... أرض المعارض وقت معرض الكتاب .... الشوارع حول مسكنى القديم التى إعتدادتنى و إعتدتها ... شارع الفلكى، من و إلى محطة المترو ... ولابد من المرور ببائع الجرائد فى بداية الشارع بجوار محطة المترو وربما شراء كتاب أو إثنين، و بائع الكتب القديمة المتواجد دائماً على أول ناصية بالشارع ... أى كوبرى على النيل أو الكورنيش نفسه و يا حبذا لو كنت متجهة لدارالأوبرا مروراً ببائع الكتب المتواجد قبالتها و الذى أعتقد أنه يعرف شكلى (أو ربما هو شخص ودود بطبعه لا أكثر) فيبتسم دائماً عند رؤيتى .. هناك فى تلك الماكن -عادة - لا أشعر بالوحدة

  • ذهبت اليوم للحصول على بطاقة الدعوة لحفل تخرجى من الدراسات العليا بالجامعة الأمريكية و أنا سعيدة بالفكرة جداً .. ليس بالحدث الهام ولا الكبير حقاً و لكنها اول حفلة تخرج أشهدها أبداً، كما أننى سعيدة لحصولى على تقدير جيد جداً فى دراسة إخترتها و أحبها .. وبعد حصولى على البطاقة سألت الموظف المختص إن كان فى إمكانى ان أصطحب معى أحداً .. فأخبرنى أنه بإمكانى إصطحاب شخصين بنفس البطاقة .. خرجت إلى الشارع و أنا أفكر فى إستعدادات امى لذلك اليوم و أنا سعيدة .. ثم فكرت فيمن يمكننى أن أصطحب بالإضافة إلى أمى ... فكرت : من سيسعده ان يشاركنى فرحة ذلك النجاح الصغير .. من سيسره رؤيتى أتسلم الشهادة و أصافح أساتذتى .. مع من - بالإضافة إلى أمى - سأحب أن أسجل تلك اللحظات الصغيرة فى صورة ... ........ ............................ لم أجد أحداً ................................ و فجأة صار شارع الفلكى فارغ ... و شعرت برغبة ملّحة للعودة إلى المنزل بدلاً من عملى لكى آنسَ بأمى .. فى تلك اللحظة بدا الكون خالياً من أشخاص و حياة إلا هى .. و بدا و كأنى لا أعنى شيئاً دون وجودها، لا لنفسى ولا لأحد .... أمى .. ثم أمى .. ثم أمى

Monday, November 6, 2006

وقفة إحتجاج

نرجو أن تكون المشاركة جماعية ... و يارب تكون فعالة ... و إن شاء الله هتجيب نتيجة

ثورة المكبوتين

بعد قراءة كثير من ما تم عرضه و مناقشته بخصوص مهزلة وسط البلد فى أول أيام العيد السعيد .. والمناقشات و الآراء التى تم عرضها و تداولها و تبادلها .. و بعد قراءة أسئلة العزيزة سوسه المفروسة .. وبما إنى بنت / إمرأة / فتاة / أنثى مصرية كان ممكن أكون مكان أى بنت فى اليوم ده قلت أقول رأى بسيط و غير ذى أهمية خاااااالص

إللى حصل أيام العيد مش بيحصل كل يوم؟ بيحصل ... و فى كل حته .. فى الشارع و فى المواصلات .. كل اللى كَبر الموضوع انه كان تجمهر ولمّه و حصل بشكل مكثف .. لكن أنا عاوزة أسأل .. يعنى لما فى مواصلة تلاقى واحدة بتزعق لواحد وبتقول للسواق يوقف العربية عشان ينزل مش ده تحرش جنسى؟؟ و لما تلاقى واحدة - برضه فى مواصلة - بتنط من مكانها و فجأة تقوم تدور على كرسى تانى تقعد عليه وبتبص بقهر لواحد وراها الله أعلم عملها إيه مش ده برضه تحرش جنسى؟ لما تِبقى ماشية فى الشارع وبتعدى من وسط ناس ويروح واحد منشن عليكى يتصدرلِك وإنتى ماشية فجأة بحيث إنه يلبس فيكى من قدام و يا سلام بقى لو إنتى مش واخده بالك ولا ماسكة دراع الشنطة بإيدك .. مش ده برضه تحرش جنسى؟! و لا تبقى واقفة مستنية تاكسى و لا اى مواصلة ولا بيكى ولا عليكى و الدنيا مش زحمة ولا حاجة و تلاقى واحد راح داخل فى ضهرك ولما اتدورتى تهزأيه يقولك " لا مؤاخذة" و يروح ماشى ولا كأنه عمل حاجة .. مش ده برضه تحرش جنسى؟! لما واحد يتعمد إنه يهرش فى مكان معين بطريقة معينة و يتعمد انه اى واحدة ماشية فى الشارع تشوفه وتاخد بالها من اللى بيعمله .. مش ده نقدر نقول عليه تحرش جنسى؟! لما تبقى ماشية فوق الرصيف و بعيد عن الشارع تماماً وتلاقى رغم كده واحد راكب عربية قيافة - او مش قايفة - يركن جنب الرصيف بعديكى بخطوتين و لما تقربى يفتحلك المسوجر بتاع الباب .. او يبقى جاى عكس اتجاه مشيك فتبقى شايفاه و يشاورلك بايده - او صباعه - إشارة "ذات معنى" .. يبقى ده اسمه إيه .. مش تحرش و تحريض على الفسق كمان؟

و الله الكلام ده بيحصل لبنات و ستات كتير فى مختلف أوقات اليوم بإختلاف أشكال و هيئات الستات و البنات دول .. و الله العظيم انا ما أنسى فى يوم كنت بمشى - لغرض الرياضة - عند حديقة الطفل فى مكرم عبيد أنا و صاحبتى و كانت ماشية قدامنا واحدة منقبة ماشية فى آخر الرصيف خالص فعلاً و ركنلها واحد و شاورلها زى ما شرحت و قدامنا!! هى بعدت شوية و راحت راكبة عربيتها و مشيت وإحنا جرينا على بيوتنا .. المهم ان المكان ده معروف تماماً انه مكان للرياضة لمختلف الأعمار يعنى ما كانتش قلة أدب مننا ولا من الست المنقبة اللى قدامنا اننا ماشيين فى المكان ده و لا احنا غرضنا "نشقطلنا" واحد من هناك.

المأساة مش فى اللى حصل يوم العيد .. المأساة فى إنه بيحصل كل يوم و من زمان جداً و بطرق مختلفة و ماحدش بيقول حاجة و لا حد بيعمل حاجة .. و بعدين جايين تقولوا الأمن .. أمن إيه و نيلة إيه .. إذا كانوا دول أول ناس هاريين اللى رايحة واللى جاية معاكسة و قلة أدب من اول أعفش عسكرى مرور حالاً لحد أتخن ظابط أمن مركزى .. تقولولى أمن !!

و بعدين انا عاوزة أسأل الناس اللى بتقول إن كل ده من "الحكم الفاسد" و "الفساد السياسى و الإقتصادى" و كل الكلام الحلو ده .. الله!! يعنى إشمعنى طلعوا ضيقهم بالمنظر ده؟! يعنى بدل ما يبهدلوا فى البنات و الستات اللى ماشيين فى الشارع يومياً ويقولوا أصلنا مكبوتين ما يروحوا يشفلهم حل فى اللى سارقين قوتنا و قوت عيالنا بعد كده .. و لا هى الثورة جنسية فقط!! يعنى نسيوا انهم بيتنهبوا فى التعليم و العلاج و الأكل و الشرب و بالرشوة عينى عينك و بفساد على كل لون يا باتستا و جايين يفتكروا انهم مكبوتين جنسياً؟!! يعنى ياربى الجنس بقى أهم من الأكل و الشرب و الصحة؟؟؟؟ طيب ده حتى هرم الإحتياجات الأساسية بتاع عم مازلو اللى فالقينا بيه فى كل حته بيقول ان الأكل و الشرب أول حاجة الإنسان بيدور عليها عشان يضمن إستمراره .. دول بقى ولعوا فى مازلو و هرمه وقالوله جتك نيلة انت ايش فهمك فى الإحتياجات البشرية .. و عملوا هرم جديد أول إحتياج فيه للإنسان هو الحاجة الجنسية !!! يادى المصيبة ياربى

و كمان سوسه المفروسه كانت بتسأل هو كل ولد/ رجل بيبص لكل بنت / إمرأة كده !!!!!! طبعاً يابنتى .. مش محتاجة سؤال .. و ده للأسف .. يعنى اى بنت/ إمرأة بتقف تتكلم مع اى ولد / رجل هتلاقيه بيبص على صدرها - ولو مرة واحدة طول الحوار على الأقل .. ده غير بقى إللى بيبقى واخد الموضوع دراسة ويفضل مركز فى المنطقة دى طول الوقت ... ده مش تحرش جنسى؟

لو إحنا بقى عاوزين نسأل ليه زى ما سوسه سألت .. يبقى سؤالنا المفروض يكون : ليه إحنا بنسكت على المصيبة لحد ما تكبر و توصل لحد مؤلم؟ ليه بنسكت على الغلط مرة و إتنين و ألف لحد ما يبقى "عادى" و "إيه الجديد" و "ماهو ده بيحصل على طول" و الكلام إللى إتقال كله؟

مين قال إن عشان إللى قدامى و اللى جنبى حراميه يبقى انا كمان "لازم" أبقى حرامى؟؟ ده إختيار كل واحد إنه يا إما يبقى صح يا إما يبقى غلط .. لكن المشكلة فى إللى بيختاروا إنهم يبقوا صح و بيسكتوا على الغلط .. هى دى المشكلة اللى بجد .. السكوت .. إللى مافضلش علامة الرضا .. و ماينفعش يفضل علامة الرضا .. ما عادش ينفع نسكت ... و يارب كلامنا يجيب نتيجة

و أرجو من أى شاب/ رجل/ ولد يعدى من هنا و يقرا الكلام ده .. و كل الكلام إللى إتكتب عن الموضوع ده فى كل مدونة تناولته .. و يكون من القلة - مع الأسف - إللى إختارت إنها تكون صح .. إنه يبلغ الباقيين إللى يكونوا إختاروا غلط .. يبلغهم إن ربنا هيحاسب الناس كلها بنفس الطريقة ومش هيفرق عنده راجل من ست .. مش عشان إنت قدرت على حاجة غلط و ماحدش كلمك ولا حاسبك يبقى الموضوع خلاص إتقفل .. هتتحاسب عليه هتتحاسب .. و ياريته من الناس و يبقى الموضوع على قد قلة القيمة اللى هتحصلك فى و سطهم لا ده قدام رب العالمين إللى يغفر أى شىء إلا حقوق الناس

و لكل شابة / سيدة / بنت .. ما تسكتيش .. و إتكلمى .. و لمى الناس كلهم على اى واحد معدوم مخافة الله يحاول يؤذى شعورك و آدميتك .. و كلنا نخلّى بالنا و إحنا ماشيين فى الشارع و راكبين مواصلات .. لو هنخاف نزعق يبقى على الأقل نصدّ بإيدينا .. نزغد بكوعنا .. نشُك بدبوس .. و خليه هو بقى إللى يتكلم لو كان راجل و يقول آى شكتنى بدبوس .. و نشد حيلنا يا بنات/ ستات ..