عشوائية

أتساءل: ما الذي تفعله امرأة تشعر انها بالصدفة، بالصدفة المحضة، بقيت على قيد الحياة؟ كيف تسلك في الدنيا إن كان وجودها، كل السنين والشهور والأيام واللحظات الحلوة والمُرّة التي عاشتها، فضلَة حركة عشوائية لقدر غريب؟ كيف تسلك في الدنيا؟"


د. رضوى عاشور

Monday, August 19, 2013

سؤال

و أنا أحكي معه شذرات من ماضيّ.. أتذكر شغفي بالأشياء.. ولعي بالحياة.. 
كم كنت أهوى القراءة في كل شيء.. و الحكي عن كل شيء لقلة من الصديقات... 

أتذكر يوم خطوت داخل مكتبة كبيرة للمرة الأولى... كيف كان انبهاري.. كيف انذهلت عما حولي برائحة الكتب، و رفعت أنفي أتشمم الهواء كأني أكتشف حاسة الشم لأول مرة...

كيف كان ينظر لي من حولي باندهاش.. ما بال تلك الصغيرة؟ 

أتذكر فرحتي و خطواتي التي لا تكاد تلمس الأرض فرحاً و خيلاء بما أحمله من كتب اشتريتها من "المكتبة الكبيرة" لأول مرة في حياتي! كتب اكتشفت بعد سنوات انها مقررة على طلبة السنة النهائية بالجامعة.. و انا كنت مازلت في الثالثة عشرة! 

أحكي له و ترتسم على شفتي ابتسامة طفلة غابت عن ذاكرتي طويلاً... الطفلة و الابتسامة معاً!

أين ذهبت الطفلة؟ الشغف؟ الابتسامة؟

كيف سرقتني الحياة من الحياة؟ 

سؤال محا الابتسامة من على وجهي مرة أخرى.. و ضببت غيومه صورة الطفلة... حتى اختفت...